دون هذه

يتمشى نحو التيه , بينه وبين اللاشيء مسافات قريبة, يعتمر العمر السالف والذكريات الغابرة, قبعةً يحافظ فيها على ماء وجه المُراق بين أزقة الحاضر, وغياهب المستقبل القادم.
(هو) بشعُ الشكل ,يلبس اسمال أثواب قد أحال الفقر والشمس الحارقة ألوانها إلى لون اخر مُغبرّ . بالكاد يسير , وسيره يتخذ خطوات بطيئة رويدا, رويدا.
معالم وجه , تصيبك بالدهشة والانفعال ؛ تحسب إن شخصا من أهل القبور ,قد بُعث حيا من جديد! , لوهلة تحسبه شبح آدمي يطوف بين الروابي ,طواف حاجٍ أو مُعتمر ,ظل طريقة فتناوشته غربان الزمن القاتم!.
لمحته ُ قادما من خلف الظلمة,والريح خلفه تحثه نحو السير بعكس الإتجاه , وكأنه مركب و(أسماله) شِراع .
تعودت أن ابادره السلام ,فيرد على سلامي بأزدراء وتوّجس ,ثم يبصرني بنظرات مُخيفة ,لا تلبث حتى تخفض من حدتها نحو الأرض ... ليواصل التجوال .
مسيره دون هَدِيّ وربما (مصيره) , قد أكتفى بالنزر القليل من الدنيا, لكن ذات الدنيا اشبعته لطما , وضربا , وبؤسا.
يبدو أنه من هولاء (البؤساء) أو البائسين -إن صح اللفظ- أيامه ليل حالك ,وساعاتها تجوال نحو (اللاشيء).
غير إن الأمر المشوّق ,والباعث والباحث عن علامات إستفهام , هو أن هذه الدنيا شربت ماء وِرده ,وتركته إيقونة تطوف الأماكن باحثة عن(طلل) ,قد إندرس أو ضاع أو إغترب..! ويبقى السؤال ها هنا منتهاه (التعجب) لا الــ (؟؟؟)!!!