عرفته عن قرب ، وسبرتُ أعماقه .. إذْ أنه أحد أحبابي .. لقد كان صاحبي قاسياً في تعامله ، شديداً في أسلوبه .. لا ترى منه سوى حاجبين مُقطِّبين ، وعينين جاحظتين هو ليس من الأعراب ؛ ولكنه يحمل فظاظتهم وجلفهم .. كنتُ أتساءل مراراً .. هل يحمل صاحبي في قلبه ذرة حبٍ أو حنان ؟
أو هل يعرف كلمة يُقال لها ( رحمة ) ..
كنت أشك في ذلك .. !!
***
وفي يوم من الأيام ؛ رأيته يُشاهد مقطعاً من الفيديو ، وكان لا يعلم بوجودي ..
كان الفيلم يعرض جانباً مما يُصيب إخوتنا في أفغانستان من جراحات ومآسي ..
حتى مرّ بنا مشهد أبٍ يستخلص أبناءه الستة ووالدتهم من تحت الأنقاض ..
يوم دمرها الغريب عليهم تدميراً ، ودنس عليهم أرضهم تدنيساً .. !!
بحجة الحرب على الإرهاب .. !!
لقد كان الأب يبكي وينتحب بحرقة عجيبة ..
يالله .. إنه موقف يهز وجدان القلب ، ويتسلل لحشاشة الروح ..
نظرتُ إلى صاحبي القاسي ، فرأيت من أمره عجباً .. !!
لقد كنتُ أسمع لصدره أزيزاً كأزيز المرجل من البكاء ..
لقد كان يبكي لحال الأطفال ووالدتهم بكاءً يخرج من القلب
لقد كان يتفطر أسىً وحرقةً ودماً ..
نظرتُ إلى نفسي ..
قلت : أهذا هو صاحبي الذي ما خلتُ أنه يحمل ذرة من رحمة .. !!
أهذا صاحبي الذي ما عرفته إلا مقطب الجبين .. !!
***
سارعتُ بالخروج من عنده حتى لا يراني
وحتى لا أُفسد عليه روحانية ذلك الموقف العجيب ..
وما زلتُ أدعو له بالتوفيق والرحمة ..
وأرجو أن يجمعني به في فردوسه الأعلى مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وكذا من قال ( آمين ) .. من قرّاء هذه السطور .
أو هل يعرف كلمة يُقال لها ( رحمة ) ..
كنت أشك في ذلك .. !!
***
وفي يوم من الأيام ؛ رأيته يُشاهد مقطعاً من الفيديو ، وكان لا يعلم بوجودي ..
كان الفيلم يعرض جانباً مما يُصيب إخوتنا في أفغانستان من جراحات ومآسي ..
حتى مرّ بنا مشهد أبٍ يستخلص أبناءه الستة ووالدتهم من تحت الأنقاض ..
يوم دمرها الغريب عليهم تدميراً ، ودنس عليهم أرضهم تدنيساً .. !!
بحجة الحرب على الإرهاب .. !!
لقد كان الأب يبكي وينتحب بحرقة عجيبة ..
يالله .. إنه موقف يهز وجدان القلب ، ويتسلل لحشاشة الروح ..
نظرتُ إلى صاحبي القاسي ، فرأيت من أمره عجباً .. !!
لقد كنتُ أسمع لصدره أزيزاً كأزيز المرجل من البكاء ..
لقد كان يبكي لحال الأطفال ووالدتهم بكاءً يخرج من القلب
لقد كان يتفطر أسىً وحرقةً ودماً ..
نظرتُ إلى نفسي ..
قلت : أهذا هو صاحبي الذي ما خلتُ أنه يحمل ذرة من رحمة .. !!
أهذا صاحبي الذي ما عرفته إلا مقطب الجبين .. !!
***
سارعتُ بالخروج من عنده حتى لا يراني
وحتى لا أُفسد عليه روحانية ذلك الموقف العجيب ..
وما زلتُ أدعو له بالتوفيق والرحمة ..
وأرجو أن يجمعني به في فردوسه الأعلى مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
وكذا من قال ( آمين ) .. من قرّاء هذه السطور .